كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، عن أفلام الواقع التقني والواقع الافتراضي التي سيتم عرضها ضمن برنامج “السينما التفاعلية”، وذلك في دورته الافتتاحية التي ستقام من 6 – 15 ديسمبر المقبل.
ويتم عرض هذه الأفلام بالتعاون مع “فن جميل”، حيث يستضيف “حي جميل” هذه العروض، وهو أحدث مجمّع إبداعي في جدة.
ويعرض برنامج “السينما التفاعلية” إبداعات مثيرة توظّف أحدث التقنيات لتروي قصصاً فريدة لها تأثيرها الخاص على المشاهد الذي يعيش في قلب القصة ويختبرها بنفسه.
ويشارك في البرنامج باقة من ألمع المواهب في أعمال الواقع الافتراضي، بهدف تسليط الضوء على مستقبل هذه الصناعة، وإلهام المبدعين وصنّاع المحتوى والاستوديوهات في منطقتنا.
ويضم البرنامج 13 فيلماً في المسابقة تتنافس على جائزة اليُسر الذهبي للسينما التفاعلية إضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 10 آلاف دولار، و8 أفلام خارج المسابقة.
والبرنامج تحت إشراف ليز روزنتال، وهي مبرمجة قسم الواقع الافتراضي بمهرجان البندقية السينمائي الدولي.
ويُذكر أن لجنة تحكيم مسابقة السينما التفاعلية هي نسائية بالكامل، ترأسها الفنانة الأميركية الرائدة لوري أندرسون، بمشاركة المخرجة الحاصلة على جائزة بافتا فيكتوريا مابلبيك، وواحدة من أوائل المبدعات في فن الرسم على الجدران في السعودية سارة مهنا العبدلي.
وقال إدوارد وينتروب المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: “تقدّم السينما التفاعلية تجربة فريدة من نوعها، فهي فن يتّسق مع بقية أفلام برنامج المهرجان، لكنها أيضاً مستقلة وفريدة من نوعها في قدرتها على كسر القوالب وتقديم أساليب جديدة لم نألفها سابقاً”.
وتابع: “نحن سعداء جداً بتقديم هذه الأفلام في المهرجان، ونتطلع لمستقبل الفنون والسينما والصناعات التقنية في السعودية الذي سيكون مبهراً بلا شك”.
“السينما التفاعلية”
وبشأن برنامج “السينما التفاعلية” قالت ليز روزنتال التي أشرفت على اختيار الأفلام المشاركة “إن البرنامج هو الأقوى مقارنة مع برامج الواقع الافتراضي التي شهدتها المهرجانات الدولية حتى الآن. لذا وقع الاختيار على حي جميل لاستضافة هذه العروض باعتباره المجمّع الإبداعي الأحدث في جدة والمملكة، ومركزاً لرعاية وتقديم موجة جديدة من الفنون الإبداعية، والتي ستترك أثراً كبيراً في صناعة الواقع الافتراضي التي تعتمد على هذه الفنون، خصوصاً في المنطقة العربية.”
وتضمّ قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة السينما التفاعلية 13 فيلماً هي “أناندالا”، “نهاية الليل”، “جذور”، “لمحة”، “جالوت: اللعب بالواقع”، “كوسوندا”، “لايكا”، “لافرينثوس”، “حفلة باريس من بلانكا لي، ماركو وبولو رأساً على عقب”، “إعادة تأهيل”، “تناسخ”، “الوردة المريضة”.
و”أناندالا” هو مشروع فني سريالي لا تقيّده حود الواقع من إخراج فنان المؤثرات البصرية الحائز على الأوسكار كيفن ماك. يضع الزائر في متاهة ثلاثية الأبعاد من الأشكال والألوان والكائنات العجيبة الغريبة.
وهنا تتواصل المخلوقات مع الزائر ومع بعضها بعضاً، وتتحرك، وتغيّر ألوانها، ولها لغة موسيقية خاصة.
“نهاية الليل” هو العمل الفائز بجائزة أفضل قصة واقع افتراضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي لهذا العام، من إخراج ديفيد أدلر، وفيه نرافق جوزيف في رحلة هربه على متن قارب من الدنمارك المحتلة من الألمان إلى السويد المحايدة في عام 1943. في عرض البحر، تتقاطع الأمواج بصور من ذكرياته وآلامه وأحلامه. هناك، سنعيش معه الخوف، والهروب، ونكتشف ألم الشعور بالذنب بعد أن ترك من يحب وراءه.
جذور” من إخراج يورغ كورتيال هو رحلة عاطفية مشحونة، من بدايات نشأة الأرض وعلى مدى 4.7 مليار سنة، تذكّرنا بأن وجود البشر هو معجزة ضخمة، حدثت في اللحظة الأخيرة. فالأرض آنذاك كانت كوكباً ناشئاً متوهجاً، يحيط به الركام الكوني، مرّ على مدى الزمان بمحطات هامة أدت إلى تطورنا ووصولنا إلى ما نحن عليه. يعرض الفيلم مناظر طبيعية أشبه بالخيال، ومخلوقات غريبة عاشت بالفعل هنا، كما نقابل الإنسان البدائي وجهاً لوجه، ونشهد على إنجازات سلالتنا البشرية.
أفلام متنوعة
ويقدّم المخرجان بنجامن كليري الذي حصد فيلمه القصير الأول جائزة الأوسكار، و مايكل أوكونور المتخصص بأعمال الواقع التقني في “لمحة” تجربة افتراضية تفاعلية في قالب من الرسوم المتحركة، تروي قصة رسام موهوب، يعيش ألم الانفصال عن صديقته بعد أربع سنوات. صديقته هي غزالة رشيقة، تحلم بأن تصبح موسيقية.
وتروي الصحافية مي عبدالله والسينمائي باري جين مورفي في “جالوت: اللعب بالواقع” القصة الحقيقية لرجل مصاب بالفصام. يتلاعب الفيلم بالواقع ويأخذنا إلى عالم افتراضي أشبه بالخيال، لنعيش حالة الضياع وعدم الإدراك. يعتمد الفيلم على حوارات عفوية، ومشاهد تحريك مبهرة، إضافة إلى تقنيات تفاعلية لنختبر قصة شخص قضى سنوات في مستشفى للأمراض النفسية بعد أن فقد والديه، وعليه الآن أن يجد مكانه في هذا العالم الغريب، وإن كان افتراضياً. فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا العام.
“كوسوندا” من إخراج جايتري باراميزواران وفيليكسجغايدكي هو تجربة واقع افتراضي تفاعلية، تدور حول لغة كوسوندا المهددة بالانقراض في غرب نيبال، يشارك فيها من يتحدثون هذه اللغة، والذين يقع على عاتقهم مهمة الحفاظ على إرث ثقافي وإنساني لشعب لا يتجاوز عددهم 150 نسمة.
ويشارك في البرنامج المخرج الوثائقي البريطاني الحاصل على الكثير من الجوائز بما فيها الأوسكار والبافتا عاصف كباديا بفيلمه الجديد “لايكا”، وهي أول مخلوق من الأرض يعيش في الفضاء الخارجي، حيث كانت الكلبة لايكا على متن صاروخ سبوتنيك الثاني الذي أطلقه الاتحاد السوفياتي السابق. كيف أصبحت هذه الكلبة الضالة بطلة واحدة من أهم المحطات في تاريخ البشرية؟
” لافرينثوس” للمخرجين البرازيليين أمير أدموني وفابيتو ريكتر، يضع المشاهد في متاهة في قلب كريت، ليعيش قصة العلاقة الغريبة بين مخلوق أسطوري مفترس وفتاة صغيرة هي وجبته التالية. أسطورة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، في قالب معاصر، لتسليط الضوء على قضايا ومواضيع راهنة. يحوّل العمل الواقع الحقيقي في مساحة لا تزيد عن 4 أمتار إلى واقع جديد هو متاهة متناهية تتلاعب بالزمان والمكان.
“حفلة باريس من بلانكا لي” هو عمل من إخراج بلانكا لي التي فازت عنه بجائزة أفضل تجربة واقع افتراضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا العام، يختار فيه المشاهد شخصيته ويشارك في حفلة باريسية ساحرة للاحتفال بعودة أديل إلى باريس. هناك ستلتقي أديل بشخص يغيّر حياتها ويسرق قلبها، في قصة حب رائعة من ثلاثة فصول تجمع بين الرقص والموسيقى والفنون الاستعراضية.